ستكسنت.. ماهو السلاح الرقمي الذي أصاب البرنامج النووي الإيراني بالشلل

في عالم تزداد فيه الحروب الرقمية تعقيدًا، شكّل فيروس "ستكسنت" محطة فارقة في تاريخ الهجمات الإلكترونية، بعدما استهدف منشآت نووية إيرانية وألحق بها أضرارًا جسيمة دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة.

في عام 2010، تعرضت منشأة "نطنز" النووية الإيرانية لسلسلة أعطال غير مبررة في أجهزة الطرد المركزي المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم. بدأت الأجهزة تعمل بسرعات غير طبيعية، ثم تحطمت دون سبب واضح، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الأمر مجرد خلل تقني أم أن هناك هجومًا خفيًا قيد التنفيذ.

لم تكن "نطنز" متصلة بالإنترنت، مما جعل اختراقها يبدو مستحيلًا. لكن منفّذي الهجوم نجحوا في زرع الفيروس عبر وحدات تخزين محمولة (USB) استُخدمت داخل المنشأة دون علم الموظفين بخطورة ما يحملونه. وبمجرد وصوله إلى الشبكة الداخلية، بدأ "ستكسنت" في تنفيذ مهمته التخريبية.

عمل الفيروس بصمت، إذ استغرق شهورًا في مراقبة أنظمة التحكم الصناعية، متعرفًا على طبيعة عملها قبل أن يبدأ بالتلاعب بها تدريجيًا. قام بتغيير سرعة أجهزة الطرد المركزي ببطء شديد، مما أدى إلى تلفها مع مرور الوقت دون إثارة الشكوك فورًا.

كشفت هذه العملية عن مستوى جديد من الحروب السيبرانية، حيث يمكن للأسلحة الرقمية إلحاق أضرار استراتيجية دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر. ومنذ ذلك الحين، باتت المنشآت الحيوية حول العالم أكثر يقظة تجاه التهديدات الإلكترونية التي لا تقل خطورة عن الهجمات التقليدية.